بسم الله الرحمن الرحيم
@
@
@
من طرائف عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وابدأ بمن هو عمر؟
هو عمر بن الخطاب، الفاروق، لقبه رسول الله بهذا الاسم لأنه فرق بين الحق والباطل. وقال عنه رسول الله: ((إني لأنظر الى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر)) رواه الترميذي
الفاروق عمر رضوان الله علية يخاطبه رسول الله فيقول: ((يا بن الخطاب والذي نفسي بيدة ، ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك)) رواه البخاري
المولد والنشأه:
ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة فتهلل وجه الخطاب بن نفيل المخزومي القرشي واختار الاسم : عمر. فأصبح اسمه: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى ويجتمع نسبه مع النبي الكريم في كعب بن لؤي فهو قرشي من بني عدي.
وكنيته ابو حفص، والحفص هو شبل الأسد كناه به النبي يوم بدر. وكان صهر رسول الله وأبا حفصه أم المؤمنين زوج رسول الله.
نشأ عمر في رعاية والدية، فلما بلغ الصبي وأصبح شابا قويا عمل بالتجارة حينا وأحيانا كان يجعله أبوه على المواشيه يرعاها ويسرح بها.
وقد كان عمر في الجاهلية غليظا جافا فية غلظة الطبيعة وجفاف البداوة. وكان يمارس ضروبا مختلفه من الفروسية والرياضة وقراءة الشعر وحفظه.
اسلامه:
جلس عمر بين أقرانه من شباب قريش وفرسانها يتحدثون في أمر هذا الدين الذي جاء به محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) واشتد الحديث حتى وقف عمر وقد امتلأ غضبا وتقلد سيفه وهدد وتوعد ، فوقف رجل من بني زهرة لقيه وهو خارج يتوعد.
فقال الرجل: أين تقصد يا بن الخطاب؟
قال عمر: أريد أن اقتل محمدا.
فقال الرجل: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة إن قتلت محمدا؟
قال عمر: ما أراك إلا قد صبأت.
قال الرجل: أفلا أدلك على عجب العجاب يا عمر؟
فصمت عمر عند ذلك واصل الرجل حديثه قائلا:
عليك بابن عمك سعد بن زيد بن عمر وزوجته فاطمه بنت الخطاب فقد صبأا واتبعا دين محمد فالأولى بك قبل أن تقتل محمدا أن ترجع الى أهل بيتك فتقيم أمرهم.
ثار عمر وأخذ الغضب الشديد وكأن نارا شبت في بدنه. كان في دار أخته وزوجها خباب بن الأرت ومعه صحيفة يقرأها فيها سورة طه، وقف عمر متواريا وجاء صوت خباب رائعا يقول:
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }
وعندما سمع الخباب وصاحبه صوت عمر آتيا من الخارج وأحسا به عندما تحرك وقد كان الباب مفتوحا اختفى خباب في مخدع لهم وأخفت فاطمه بنت الخطاب الصحيفة على الفور، ودخل عمر غاضبا مزمجرا وقال لأخته: ما هذه الهينمة(الصوت الخفي) التي سمعن؟
قالت ما سمعت شيئا.
قال :بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه وهم يبطش بسعيد بن زيد، فقامت أخته لتكفنه عن زوجها فضربها وشجها فلما فعل ذلك قالا له: نعم أسلمنا وآمنابالله ورسوله فاصنع ما بدا لك.
نظر عمر الى أخته ورأى الدم على وجهها فرق قلبه وندم على ما فعل وقال لأخته وقد عاد الى هدوءه:
أعطيني الصحيفة.
ثم نظر الى سعد قائلا: أعطوني الكتاب الذي عندكم فأقرؤه وكان عمر يقرأ الكتاب.
فقالت أخته فاطمه: انك رجس وانه لا يمسه الا المطهرون فقم فاغتسل. فقام عمر فاغتسل ثم أخذ الكتاب فقرأ ما فيه، حتى انتهى الى((إنني أنا الله لآ إله إلآ أنا فاعبدني وأقم الصلوة لذكري))
فلما انتها من القراءة قال : ما أحسن هذا الكلام وأكرمه.
سمع خباب هذه العبارة من عمر وهو في مخبئة فخرج مسرعا وقال لعمر: يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه فإني سمعته أمس وهو يقول: ((اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمر بن هشام-أبي جهل-))
انطلق عمر الى دار الأرقم بن أبي الأرقم وما وصل حتى قرع الباب فقام أحد الصحابه ونظر ثم عاد الى الرسول يقول : انه ابن الخطاب يا رسول الله متوشحا سيفه.
وقف حمزه بن عبدالمطلب وقال لرسول الله: ائذن له يا رسول الله فإن يرد الله به خيرا يسلم وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا.
أذن الرسول له ففتح الباب ونهض الرسول حتى لقيه فأمسك بتلابيب ثيابه وجذبه جذبه شديدة وقال له"أما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي مانزل بالوليد بن المغيرة"؟
فقال عمر: أشهد أن لا إله الا الله وأنك عبد الله ورسوله يا رسول الله لقد جئتك لأؤمن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله.
فكبر رسول الله تكبيرة عرف منها أصحابه أن عمر قد أسلم.
ولقد رويت لكم قصة أسلامه حتى أخبركم وأصف لكم شدته بالجاهلية فكيف بالاسلام وهذا الخطاب يخطب بالناس حين استلم الخلافه بعد أبو بكر رضى الله عنه الحطبة طويلة واختصرها بعد حمد الله و الثناء
فيقول:
((أيها الناس إني قد علمت انكم تؤنسون مني الشدة والغلظة وذلك أني كنت مع رسول الله فكنت عبده وخادمه........حتى توفاه الله وهو عني راضوالحمد الله على ذلك كثيرا وأنا به أسعد.
ثم قمت ذلك المقام مع أبي بكر الصديق خليفة رسول الله وكان من قد علمتم من رحمته ولينه فكنت خادمه وكنت كالسيف المسلول بين يدية على الناس، أختلط شدتي بلينه........ فلم أزل حتى توفاه الله وهو راض والحمد الله.
ثم صار أمركم اليوم إلي وأنا أعلم أنه يقول قائل: كان يشتد علينا والأمر الى غيره فكيف به لما صار والأمر إليه، فاعلموا أنكم لا تسألون عني أحدا فقد عرفتموني وخبرتموني................اعلموا أن شدتي التي كنتم ترونها ازدادت أضعافا على الظالم والمعتدي...........وإن كان بيني وبين أحد منكم شئ فله أن أمشي معه الى من أحبه منكم فلينظر فيما بيني وبينه. فاتقوا الله وأعينوني على نفسي بالمعروف والنهي عن المنكر، وأحضاري النصيحه فيما ولاني الله من أمركم.
كان حكيما بخطابه، صريحا واضحا.
فأحببت أن لا أبدء بالقصه حتى أعرفكم بعمر رضى الله عنه، وتبين خطبته العظيمه الكثير من جوانب شخصيته فتبين أن غلظته وشدته لن تكون الا على الباطل أما الحق والعدل فهو حليف للمسلمين في كل زمان ومكان.
من طرائف مواقف عمر رضى الله عنه العادلة
أنه خرج في ليلة مظلمة يطوف في الليل بنفسه، فرأى في بعض البيوت ضوء سراج وسمع ضجة فوقف على الباب ليسمع فراى عبدا أسودا أمامه إناء فيه شراب، ومعه جماعه فهم بالدخول من الباب فلم يقدر من تحصين البيت فتسور السطح ونزل إليهم ومعه سوطه الذي يضرب به.
فلما رأوه قاموا وفتحو الباب وانهزموا فأمسك بالأسود فقال له: يا أمير المؤمنين، قد أخطأت وإني تائب فاقبل توبتي.
فقال : أريد أن أضربك على خطيئتك!
فقال: يا أمير المؤمنين إن كنت قد أخطأت في واحدة فأنت أخطأت في ثلاث: فإن الله تعالى يقول: ((ولا تجسسوا)) وأنت تجسست ويقول: ((وأتوا البيوت من أبوابها)) وأنت أتيت من السطح ويقول : ((لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)) وأنت دخلت وما سلمت!
فهب هذه لتلك وأنا تائب إلى الله تعالى!
فقال عمر رضى الله عنه: أسألك أن تتوب الى الله فقد حسن كلامك.
وإنشاء الله أعجبتكم.