السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض اشعار الامام الشافعي
لقد قمت جمع بعض الابيات الشعريه للامام الشافعيه وسوف اترككم للاستمتاع بهذه الابيات
عِفُّوا تعفَّ نساؤكم في المَحرَمِ ... وتَجَنَّبوا ما لا يليقُ بمسلمِ
إِن الزِّنا دَيْنٌ فإِن أقرضْتَه ... كان الوفا من أهلِ بيتك فاعلمِ
من يَزن يزنَ به ولو بجدارهِ ... إِن كنْتَ ياهذا لبيباً فافهمِ
متاركةُ السفيهِ بلا جَوَابٍ ... أشَدُّ على السفيهِ من الجوابِ
سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها ... صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ منصفا
أتهزأُ بالدعاءِ وتزدريْهِ ... وماتدري بما صنعَ الدعاءُ
سهامُ الليلِ لاتخطي ولكن ... لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ
أحبُّ من الإِخوانِ كلَّ مواتي ... وكلَّ غضيضَ الطرفِ عن عَثَراتي
يوافقني في كلِّ أمرٍ اريدهُ ... ويحفظني حياً وبعدَ وفاتي
فمن لي بهذا ليتَ أَني أَصَبْتُهُ ... فقاسَمْتُهُ ما لي من الحَسَناتِ
- تَصَفَّحْتُ إِخواني وكان أَقَلُّهُمْ ... على كثرةِ الإِخوانِ أهل ثقاتي
إِذا شئتَ أن تحيا سليماً من الأذى ... وديُنك موفوراً وعْرِضُكَ صينُ
فلا ينطقنْ منكَ اللسانُ بَسوْأةٍ ... فكلك سَوْءاتٌ وللناسِ أعينُ
وعينُكَ إِن أبدتْ إِليك معايباً ... فصُنْها وقُلْ يا عينُ للناسِ أعينُ
- وعاشرْ بمعروفٍ وسامحْ من اعتدى ... ودافعْ ولكن بالتي هي أَحْسَنُ
أحِبُّ الصالحين ولست منهم ... لعلي أن أنالَ بهم شفاعةْ
- وأكرهُ من تجارتُه المعاصي ... ولو كنا سواءً في البضاعةْ
ثلاثةٌ هنَّ مَهْلكةُ الأنامِ ... وداعيةُ الصحيحِ إِلى السقامِ
دوا مُ مُدامةٍ ودَوا مُ وَطْءٍ ... وإِدخالُ الطعامَ على الطعامِ
لقلعُ ضِرْسٍ وضَرْبُ حبسٍ ... ونزْعُ نفسٍ ورَدُّ أمسِ
ونفْخُ نارٍ وحَمْلُ عارٍ ... وَبيْعُ دارٍ بربعِ فلسِ
وبَيْعُ خفٍ وعدم إِلفٍ ... وضَرْبُ ألفٍ بحبلِ قلسِ
أهونُ من وقفةِ الحرِّ ... يرجو نوالاً ببابِ نحسِ
تموتُ الأسدُ في الغاباتِ جُوعاً ... ولَحْمُ الضأنِ تأكلُهُ الكِلابُ
وعبدٌ قد ينامُ على حريرٍ ... وذو نَسَبٍ مَفَرِشُه الترابُ
أرى حُمُراً ترعى وتعلفُ ما تهوى ... وأُسْداً جياعاً تظمأ الدهرَ لا تروى
وأشرافُ قومٍ لا ينالونَ قوتَهمْ ... وقوماً لئاماً تأكلُ المنَّ والسَّلْوى
قضاءٌ لديانِ الخلائقِ سابقٌ ... وليس على مُرِّ القضاءِ أحدٌ يَقْوى
فمن عَرَفَ الدهرَ الخؤونَ وصرفُ ... تَصَبَّرَ للبلوى ولم يُظْهِرِ الشكوى
لا يدركُ الحِكْمةَ من عْمرُه ... يكدحُ في مصلحةِ الأهلِ
ولا يَنَالُ العلمَ إِلا فتى ... خالٍ من الأفكارِ والشغلِ
لو أن لقمانَ الحكيمَ الذي ... سارَتْ به الركبانُ بالفضلِ
بُلي بفقرٍ وعيالٍ لما ... فرَّقَ بين التَّبْنِ والبقَلِ
الدهرُ يومانِ ذا أمْنٍ وذا خَطَرٍ ... والعيشُ عيشانِ ذا صَفوٍ وذا كَدَرٍ
تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ
- لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ
إِذا نطقَ السفيهُ فلا تجبْهُ ... فخيرٌ من إِجابتِه السكوتُ
سكتُ عن السفيهِ فظنَّ أني ... عييت الجوابِ وما عييتُ
فإِن كَلَّمْتهُ فَرَّجْتَ عنه ... وإِن خليته كمداً يموتُ
شرارُ الناسِ لو كانوا جميعاً ... قذىً في جَوْفِ عيني ماقديتُ
فلستُ مجاوباً أبداً سَفيهاً ... خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ
الشافعي أو سالم بن ميمون الخواص
ومنزلةُ السفيهِ من الفقيهِ ... كمنزلةِ الفقيهِ من السفيهِ
فهذا زاهدٌ في قربِ هذا ... وهذا فيه أزهدُ منه فيهِ
- إِذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ ... تقطعَ في مخالفةِ الفقيهِ
أعرضْ عن الجاهلِ السفيهِ ... فكُلُّ ما قالَ فهو فيه
ماضرَّ بحرَ الفراتِ يوماً ... أن خاضَ بعضُ الكلابِ فيه
وجدْتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ ... إِذا لم أجدْ ربحاً فلسْتُ بخاسرِ
وما الصمتُ إِلا في الرجالِ متاجرٌ ... وتاجرُهُ يعلو على كلِّ تاجرِ
وإِياكَ اللجوجَ ومن يرائي ... بأني قد غلبتُ ومن يفاخرْ
فإِن الشرَّ في جنباتِ هذا ... يميني بالتقاطعِ والتدابرْ
حسبي بعلمي أن نفعْ ... ما الذلُّ إِلا في الطمعْ
من راقبَ اللّهَ رجعْ ... ما طارَ طيرٌ وارتفعْ
إِلا كما طارَ وقعْ
رأيتُ العلمَ صاحبَه كريماً ... ولو ولدَتْه آباءٌ لئامُ
وليس يزالُ يرفعُهُ إِلى أن ... تعظمَ أمرهُ القومُ الكرامُ
ويتبعونه في كلِّ حالٍ ... كراعي الضأنِ تتبعهُ السوامُ
فلولا العلمُ ما سعدتْ رجالٌ ... ولا عُرفَ الحلالُ ولا الحرامُ
يعيبُ الناسُ كلهم الزمانا ... وما لزمانِنا عيبٌ سوانا
نَعيبُ زمانَنا والعيبُ فينا ... ولو نطقَ الزمانُ إِذاً هجانا
محمد بن لنكك أو الشافعي
إِن الفقيهَ هو الفقيهُ بفعلِهِ ... ليس الفقيهُ بنطقِه ومقالهِ
وكذا الرئيسُ هو الرئيسُ بخلقِه ... ليس الرئيسُ بقومهِ ورجالهِ
- وكذا الغني هو الغني بحالِه ... ليس الغَنِيُّ بملكهِ وبمالهِ
ولا تَجْزعْ لحادثِة الليالي ... فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكن رجلاً على الأهوالِ جَلْداً ... وشيمتُكَ المروةُ والوفاءُ
وإِن كثرتْ عيوبُكَ في البرايا ... وسرَّكَ أن يكون لها غطاءُ
تسترْ بالسَّخاءِ فكل عَيْبٍ ... يغطيه كما قيلَ السخاءُ
ولا تِرُ للأعادي قطُّ ذلاً ... فإِن شماتَةَ الأعداءِ بلاءُ
ولا ترجُ السماحةَ من بخيلٍ ... فما في النارِ للظمآنِ ماءُ
إِذا كنتَ ذا قلبٍ قنوعٍ ... فأنت ومالكُ الدنيا سواءُ
وأرضُ اللّهِ واسعةُ ولكن ... إِذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
- دعِ الأيامَ تغدرُ كُلَّ حينٍ ... فما يُغْني عن الموتِ الدواءُ
ماحكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِك ... فتولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ
- وإِذا قصدْتَ لحاجةٍ ... فاقصدْ لمعترفٍ بقدركْ
زِنْ من وَزَنَكْ بما وَزَ نَكْ ... وما وزنك به فَزِنَهُ
من جاءَ إِليكَ فرحْ إِليه ... من جفاكَ فصُدَّ عنهُ
من ظن أنكَ دونَه ... فاتركْ هواهُ إِذن وهنهُ
وارجعْ إِلى رب العبادِ... فكل ما يأتيكَ منهُ