منتديات HAPPY DAY
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل ماهو جديد ومميز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فاحشة قوم لوط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق ابا القاسم
مشرف الهدى القرانى و الهدى النبوى
عاشق ابا القاسم


عدد الرسائل : 365
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

فاحشة قوم لوط Empty
مُساهمةموضوع: فاحشة قوم لوط   فاحشة قوم لوط Emptyالخميس أغسطس 21, 2008 5:52 pm

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

فاحشـة قـوم لوط


فظاعـة اللواط وعظيم فحشه وقبحـه :هذه الجريـمة النكراء غاية في القبح والشناعـة تعافها حتى الحيوانـات فلا نكاد نجد حيـواناً من الذكور ينـزو على ذكر . وإنـما يظهر هذا الشذوذ بـين البشر الذين تفسد منهم العقول حيث يستخدمونـها في استجلاب الشـر وتوسيع دائرته ورقعتـه.

ومـما يظهر فظاعة اللواط وعظيم فحشـه أن الله تعالى سمى الزنا (فاحشـة) وسمى اللواط ( الفاحشة) والفرق بين التسميتـين عظيم؛ فكلمة فاحشـة بدون الألف واللام نكرة ويعني ذلك أن الزنا فاحشة من الفواحـش.

لكـن عند دخول الألف واللام عليها تصيـر معرفة ويكون حينئذ لفـظ ( الفاحشة) جامعـآ لمعاني اسم الفاحشة ومعبراً عنها بكل ما فيهـا من معنى قبيح لذلك فإن قوله تعالى ( أتأتون الفاحشـة ما سبقكم بـها من أحد من العالمين) الأعـراف80.

يعـني تأتون الخصلة التي استقر فحشهـا وخبثها عند كل أحد من النـاس. لكنـه جل وعلا قال عن الزنا ( ولا تقربوا الزنـى إنه كان فاحشة وساء سبيـلا )الإسراء 32.

فاستحـق وصف الزنا أنه فاحشة من الفواحـش واستحق وصف اللـواط انه الفاحشة( المعروفة المعرفـة) ويـمكن القول أيضا أن الزنا طرفاه الرجـل والمرأة حيث يوجد الميل الفطـري الغريزي بينهمـا.

وجـاء الإسلام ليهذب هذا الميـل ويحدد له حدوده الشرعية ومصارفه الحقيقيـة فأحل الإسلام النكاح وحرم الزنا والسفـاح.قال تعالى ( والذيـن هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيـمانهم فإنـهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العـادون ) المؤمنون5-7.

فـأي علاقة بين الرجل والمرأة خارج هذا الإطـار الشرعي هي الزنا إذن فالعلاقة بين الرجل والمرأة هـي نداء الفطرة بينهما ومصرفة إما في حلال وإما في حـرام.

لكـن أن تكون بين الرجل والرجـل بين الذكر والذكر فهذا غيـر وارد على الفطـرة ولم يحل الإسلام منه شـيء. لأنـه ليس في الفطرة ولا الغريزة ميـل الرجل إلى الرجل فحين يحصل شـيء من هذا فهو التجاوز لحدود الفطرة وحـدود الطبيعة البشريـة.

ومن ثـم التجاوز لحدود الواحد الأحـد ( ما سبقكم بـها من أحد من العالمين) الأعـراف 80. ومـما يهول امر تلك الفاحشة: ما أخـرجه ابن أبي الدنيا وغيره عن مجاهد رحمـه الله ( أن الـذي يعمل ذلك العمل لو اغتسل بكل قطـرة من السماء وكل قطرة مـن الأرض لم يزل نجسـاً )0

وعـن فضيل بن عياض قال ( لو أن لوطيـاً اغتسل بكل قطرة من السمـاء لقي الله غيـر طاهر) اسناده حسن. أي ان المـاء لا يزيل عنه ذلك الإثـم العظيم الذي أبعده عن ربه؛ والمقصود تـهويل أمر تلك الفاحشــة 0

قـال ابن القيم رحمه الله ( ولأن يقـتـل المفعول به خيـر له من أن يؤتى"يلاط بـه" فإنه يفسـد فساداً لا يرجى بعده صلاح أبداً ويذهب خيـره كله وتـمص الأرض ماء الحياء من وجهه. فلا يستحـي بعد ذلك من الله ولا من خلقـه وتعمل في قلبه وروحه نطفـة الفاعل ما يعمل السم في البـدن )0

وقـد قال العلماء أنه " أي المفعول بـه فعل قوم لوط " شـر من ولد الزنا وأخبـث وأقبح وهو جدير ألا يوفق لخيـر وأن يحال بينه وبينـه .


أوصاف أهل اللـواط :

1) فطرتـهم مقلوبة ومعكوسة عن الفطـرة التي فطر الله عليها الرجال وكـذلك فإن طبيعتهم مغايرة للطبيـعة البشرية التي ركبها الله تعـالى في الذكور وهي اشتهاء النساء وليس الرجـال.

2) لذتـهم وسعادتـهم في قضاء شهواتـهم بين النجاسات والأوساخ والخـراءة وإلقاء ماء الحياة هنالـك.

3) هـم دون الحيوانات حياء وطبيعة ونـخوة غريزية كانت أو مكتسبـة.

4) يظهـر عليهم دائماً الفكر والشـرود والرغبة في الفاحشة كل لحظـة.لأن الرجـال أمامهم في كل وقت كلمـا حلوا أو ارتحلوا أو خرجوا ودخلـوا لا تغيب عنهم صور الرجـال. فـإذا رأى الواحد منهم طفـلآ او شاباً أو رجلاً اراده فاعلآ او مفعولآ بـه .

5) وتـجد أحدهم قليل الحياء قد مصـت الأرض ماء الحياء من وجهه فلا يستحي مـن الله تعالى ولا من خلقه ومثـل هذا لا فائدة فيه ولا خيـر يرجى منه.

6) ليـس فيه قوة الرجال ولا بأسهم ولا صـرامتهم فهو ضعيف دائمـاً أمام كل ذكر لأنه محتاج لـه.

7) وقـد وصفهم الله تعالى بأنـهم فساق وأهل سوء (إنـهم كانوا قوم سوء فاسقيـن )الأنبياء74.

Cool وأنـهم مسرفون ( بل أنتم قوم مسرفـون )الأعراف81. أي تجاوزوا الحــد 0

9) وسـماهم مفسدين في قول نبيهـم ( قال رب انصرني على القوم المفسديـن )العنكبوت30.

10) وسمـاهم سبحانه ظالمين ( إنـا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمـين ) العنكبوت31.فتـأمل إلى من وصفهـم الله بـهذه المواصفات وذمهم بتلك المذمـات .

وهـم أهل لها فإنـهم يرتكبون جريـمة غريبة على الطباع والعقـل والأذهان والغرائـز . حـتى قال عبدالملك بن مروان ( لـولا أن الله تعالى ذكر آل لوط في القـرآن ما ظننت أن أحداً يفعل هـذا )0


عـذاب قوم لوط وعقوبتهـم :

ذكـر ان الله تعالى أمطرهم بالحجـارة التي لم تدع حاضرآ ولا غائبآ إلا أتت عليـه (... حتى إن تاجـراً منهم كان في الحرم فوقفـت له حجراً أربعين يوماً حتى قضى تجارتـه وخرج من الحرم فوقع عليـه..)0

وكان عذابـهم متنوع :

1) الإهـلاك.

2) قلب ديارهم عليهـم.

3) الخسف بـهم.

4) رجمهـم بالحجارة الممطرة عليهم من السمـاء.

5) التنكيل بـهم نكالاً لم ينكله الله تعالى بأمة سواهـم وذلك لعظم مفسدة هذه الجريـمة 0

تحذير لمن ابتلى بـهذا الداء السام القاتل :

أولآ: اعلـم هداك الله ان الرسول صلـى الله عليه وسلم قال ( لعن الله من عمل عمل قوم لـوط ، لعن الله من عمل عمـل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لـوط )0

ثـانيآ : ولم يأت عنه صلى الله عليه وسلـم لعنة الزاني ثلاث مرات في حديـث واحد وقد لعن جماعة من أهل الكبائـر، فلم يتجاوز بـهم في اللعن مرة واحدة وكرر لعـن اللوطية وأكد ثلاث مرات كمـا ذكر ذلك ابن القيم في الجواب الكافـي.

ثالثآ: احـذر ان تتمكن تلك الفاحشـة من قلبك فتفسده تـماماً فلربـما جرك ذلك إلى الكفر الصريـح . كمـا حدث لأخ لك من قبل في تلك الفاحشـة وهذه قصته التي نقلها ابن القيـم في ( الجواب الكافي) :

يـروى أن رجلا تعلق بشاب اسمه أسلم وتـمكن حبه من قلبه وكان هـذا الشاب يتمنع وينفر مـن ذلك الرجل . حـتى مرض ولزم الفراش فتدخـل وسطاء حتى أخذوا من الشاب موعداً بأن يعـود الرجل.

ففـرح الرجل فرحاً شديداً وزال همـه وألمه وبينما هو في غمرة فرحة انتظاره جاءه الوسيـط ثانية ليخبره أن الشاب جاء إلى بعض الطريـق ورجع حتى لا يعرض نفسه للتهـم بالدخول عنـدك .

فلمـا سمع الرجل البائس ذلك علتـه الحسرة وجاءه من المرض نكسه وبـدت عليه علامات الموت وجعل ينشـد منادياً الشاب أسلم ويقـول :

أسلـم يا راحة العليل ويا شفاء المدنف النحيـل، رضاك أشهـى إلى فوائدي من رحمة الخالق الجليـل . فقيل له اتـق الله فقال : قد كان . ومـات من ساعته ونعوذ بالله من سوء الخاتـمة وشؤم العاقبة، فيـا من ابتليت بـهذا المرض انظرعلى أي شيء مات صاحبـك؟

لقـد بين ابن القيم رحمه الله تعالى أن هذا المرض وهـذا العشق تارة يكون كفراً كمـن اتخذ معشوقه نداً يحبـه كما يحب الله . فكيـف إذا كانت محبته أعظم مـن محبة الله في قلبـه ؟!
فليحذر كل من سار في هذا الطريق المظلـم وامتطى تلك المطية المهلكة الخطيرة ، نعوذ بالله من ذلـك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق ابا القاسم
مشرف الهدى القرانى و الهدى النبوى
عاشق ابا القاسم


عدد الرسائل : 365
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

فاحشة قوم لوط Empty
مُساهمةموضوع: رد: فاحشة قوم لوط   فاحشة قوم لوط Emptyالخميس أغسطس 21, 2008 5:52 pm

عقوبة اللواط

سؤال:
ما هي عقوبة اللواط ، وهل هناك فرق بين الفاعل والمفعول به ؟.

الجواب:


الحمد لله
أولا :
جريمة اللواط من أعظم الجرائم ، وأقبح الذنوب ، وأسوأ الأفعال وقد عاقب الله فاعليها بما لم يعاقب به أمة من الأمم ، وهي تدل على انتكاس الفطرة ، وطمْس البصيرة ، وضعف العقل ، وقلة الديانة ، وهي علامة الخذلان ، وسلم الحرمان ، نسأل الله العفو والعافية .

قال تعالى : ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) الأعراف/80- 84 .
وقال سبحانه : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ . فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ . فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) الحجر/72- 76 إلى غير ذلك من الآيات .
وروى الترمذي (1456) وأبو داود (4462) وابن ماجه (2561) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى أحمد (2915) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، ثَلاثًا ) وحسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .
وقد أجمع الصحابة على قتل اللوطي ، لكن اختلفوا في طريقة قتله ، فمنهم من ذهب إلى أن يحرق بالنار ، وهذا قول علي رضي الله عنه ، وبه أخذ أبو بكر رضي الله عنه ، كما سيأتي . ومنهم قال : يرمى به من أعلى شاهق ، ويتبع بالحجارة ، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه .
ومنهم من قال : يرجم بالحجارة حتى يموت ، وهذا مروي عن علي وابن عباس أيضاً .
ثم اختلف الفقهاء بعد الصحابة ، فمنهم من قال يقتل على أي حال كان ، محصنا أو غير محصن .
ومنهم من قال : بل يعاقب عقوبة الزاني ، فيرجم إن كان محصنا ، ويجلد إن كان غير محصن .
ومنهم من قال : يعزر التعزير البليغ الذي يراه الحاكم .
وقد بسط ابن القيم رحمه الله الكلام على هذه المسألة ، وذكر حجج الفقهاء وناقشها ، وانتصر للقول الأول ، وذلك في كتابه "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" والذي وضعه لعلاج هذه الفاحشة المنكرة . ونحن ننقل طرفا من كلامه رحمه الله : قال :
" ولما كانت مفسدة اللواط من أعظم المفاسد ، كانت عقوبته في الدنيا والآخرة من أعظم العقوبات .
وقد اختلف الناس هل هو أغلظ عقوبة من الزنا ، أو الزنا أغلظ عقوبة منه ، أو عقوبتهما سواء ؟ على ثلاثة أقوال :
فذهب أبو بكر الصديق وعلى بن أبي طالب وخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس ومالك وإسحق بن راهويه والإمام أحمد في أصح الروايتين عنه والشافعي في أحد قوليه إلى أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا ، وعقوبته القتل على كل حال ، محصنا كان أو غير محصن .
وذهب الشافعي في ظاهر مذهبه والإمام أحمد في الرواية الثانية عنه إلى أن عقوبته وعقوبة الزاني سواء .
وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن عقوبته دون عقوبة الزاني وهى التعزير ".
إلى أن قال : " قال أصحاب القول الأول وهم جمهور الأمة وحكاه غير واحد إجماعا للصحابة : ليس في المعاصى مفسدة أعظم من مفسدة اللواط وهى تلي مفسدة الكفر وربما كانت أعظم من مفسدة القتل كما سنبينه إن شاء الله تعالى .

قالوا : ولم يبتل الله تعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدا من العالمين ، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمة غيرهم ، وجمع عليهم أنواعا من العقوبات من الإهلاك ، وقلب ديارهم عليهم ، والخسف بهم ورجمهم بالحجارة من السماء ، وطمس أعينهم ، وعذّبهم وجعل عذابهم مستمرا فنكّل بهم نكالا لم ينكّله بأمة سواهم ، وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عُملت عليها ، وتهرب الملائكة إلى أقطار السموات والأرض إذا شاهدوها خشية نزول العذاب على أهلها ، فيصيبهم معهم ، وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى وتكاد الجبال تزول عن أماكنها .
وقتل المفعول به خير له من وطئه ، فإنه إذا وطأه الرجل قتله قتلا لا ترجي الحياة معه ، بخلاف قتله فإنه مظلوم شهيد . قالوا : والدليل على هذا ( يعني على أن مفسدة اللواط أشد من مفسدة القتل ) أن الله سبحانه جعل حد القاتل إلى خيرة الولي إن شاء قتل وإن شاء عفى ، وحتم قتل اللوطي حدا كما أجمع عليه أصحاب رسول الله ودلت عليه سنة رسول الله الصريحة التي لا معارض لها ، بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم أجمعين .
وقد ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلا ينكح كما تنكح المرأة ، فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ،
فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم ، فكان على بن أبي طالب أشدهم قولا فيه ، فقال : ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة
وقد علمتم ما فعل الله بها . أرى أن يحرق بالنار ، فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه .
وقال عبد الله بن عباس : ينظر أعلى ما في القرية فيرمى اللوطي منها منكسا ثم يتبع بالحجارة .
وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله للوطية قوم لوط .
وابن عباس هو الذي روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره ، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث وإسناده على شرط البخاري .
قالوا : وثبت عنه أنه قال : ( لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ) ولم يجىء عنه لعنة الزاني ثلاث مرات في حديث واحد ، وقد لعن جماعة من أهل الكبائر ، فلم يتجاوز بهم في اللعن مرة واحدة ، وكرر لعن اللوطية فأكده ثلاث مرات ، وأطبق أصحاب رسول الله على قتله لم يختلف منهم فيه رجلان ، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله ، فظن بعض الناس أن ذلك اختلاف منهم فى قتله ، فحكاها مسألة نزاع بين الصحابه ، وهي بينهم مسألة إجماع ، لا مسألة نزاع .
قالوا : ومن تأمل قوله سبحانه : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) وقوله في اللواط : ( أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) تبين له تفاوت ما بينهما ، فإنه سبحانه نَكّرَ الفاحشة في الزنا ، أي هو فاحشة من الفواحش ، وعرّفها في اللواط وذلك يفيد أنه جامع لمعاني اسم الفاحشة ، كما تقول : زيد الرجل ، ونعم الرجل زيد ، أي : أتأتون الخصلة التي استقر فحشها عند كل أحد ، فهي لظهور فحشها وكماله غنيّة عن ذكرها ، بحيث لا ينصرف الاسم إلى غيرها …" انتهى من "الجواب الكافي" ص 260- 263
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : " وأما اللواط فمن العلماء من يقول : حده كحد الزنا ، وقد قيل دون ذلك . والصحيح الذي اتفقت عليه الصحابة : أن يقتل الاثنان الأعلى والأسفل . سواء كانا محصنين ، أو غير محصنين . فإن أهل السنن رووا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ( في البكر يوجد على اللواطية ، قال : يرجم ) ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نحو ذلك . ولم تختلف الصحابة في قتله ، ولكن تنوعوا فيه ، فروي عن الصديق رضي الله عنه أنه أمر بتحريقه ، وعن غيره قتله .
وعن بعضهم : أنه يلقى عليه جدار حتى يموت تحت الهدم .
وقيل : يحبسان في أنتن موضع حتى يموتا .
وعن بعضهم : أنه يرفع على أعلى جدار في القرية ، ويرمى منه ، ويتبع بالحجارة ، كما فعل الله بقوم لوط وهذه رواية عن ابن عباس ، والرواية الأخرى قال : يرجم ، وعلى هذا أكثر السلف ، قالوا : لأن الله رجم قوم لوط ، وشرع رجم الزاني تشبيها برجم لوط ، فيرجم الاثنان ، سواء كانا حرين أو مملوكين ، أو كان أحدهما مملوك الآخر ، إذا كانا بالغين ، فإن كان أحدهما غير بالغ عوقب بما دون القتل ، ولا يرجم إلا البالغ " انتهى من "السياسة الشرعية" ص 138.
ثانيا :
المفعول به كالفاعل ، لأنهما اشتركا في الفاحشة ، فكان عقوبتهما القتل كما جاء في الحديث ، لكن يستثنى من ذلك صورتان :
الأولى : من أكره على اللواط بضرب أو تهديد بالقتل ونحوه ، فإنه لا حد عليه .
قال في "شرح منتهى الإرادات" (3/348) : " ولا حد إن أكره ملوط به على اللواط بإلجاءٍ بأن غلبه الواطئ على نفسه أو بتهديد بنحو قتل أو ضرب " انتهى بتصرف
الثانية : إذا كان المفعول به صغيرا لم يبلغ ، فإنه لا يحد ، لكن يؤدب ويعزر بما يردعه عن اقتراف هذه الجريمة ، كما سبق في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية .
ونقل ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (9/62) أنه لا خلاف بين العلماء في أن الحد لا يُقام على المجنون ولا الصبيّ الذي لم يبلغ .
والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فاحشة قوم لوط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات HAPPY DAY :: المنتديات الاسلامية :: المنتدي الاسلامي العام-
انتقل الى: